كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

الثالث: أنَّك هناك تستعمل العبارةَ النافيةَ في بابَيْ المنفيِّ والمبنيِّ للمفعول، ولا كذلك هنا، والسببُ في هذا: أنَّك إنما تَتَوَصَّلُ إليهما ثَمَّ بالمصدر المؤوَّل، وهنا لا سبيلَ إليه؛ لأنه معرفة، وهو هناك ماشٍ، كما ذكرنا (¬١).
وأَفعلَُ معا التفضيلِ صِلْهُ أَبدا ... تقدِيرًا او لفظًا بمِنْ إِن جُرِّدا

(خ ٢)
* «تقديرًا»: {بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} (¬٢)، {ذَلِكُمْ أَقْسَطُ} الآيةَ إلى: {تَرْتَابُوا} (¬٣)، {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} (¬٤)، {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} (¬٥)، {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ} إلى: {أَمَلًا} (¬٦)، {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ} (¬٧)، {فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا} الآيةَ (¬٨).
وأكثرُ ذلك في الخبر، سواءٌ خبرُ المبتدأ كما مثَّلنا، أو خبرُ الناسخ، كقوله سبحانه: {إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ} (¬٩)، {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ} (¬١٠)، وقال الشاعر (¬١١):
---------------
(¬١) الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين ٩٦ و ٩٧ وظهرها، ونقلها ياسين ملخَّصةً في حاشية الألفية ١/ ٥٠٤، ٥٠٥.
(¬٢) البقرة ٦١.
(¬٣) البقرة ٢٨٢، وتمامها: {ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا}.
(¬٤) آل عمران ٣٦.
(¬٥) آل عمران ١١٨.
(¬٦) الكهف ٤٦، وتمامها: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}.
(¬٧) مريم ٧٣، وتمامها: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}.
(¬٨) مريم ٧٥، وتمامها: {فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا}.
(¬٩) النحل ٩٥.
(¬١٠) المزمل ٢٠.
(¬١١) هو زُفَر بن الحارث الكِلَابي.

الصفحة 936