كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
وقولِه (¬١):
لَا تَبْخَلَنَّ بِدُنْيَا وَهْيَ مُقْبِلَةٌ (¬٢)
وَإِنْ دَعَوْتِ إِلَى جُلَّى وَمَكْرُمَةٍ (¬٣)
وقيل: "مِنْ" زائدةٌ على قول الأَخْفَش (¬٤).
وكأنَّ (¬٥) هذا القائلَ تَوَهَّم أن "مِنْ" إذا كانت زائدةً كان الجرُّ بالإضافة، وهذا فاسدٌ (¬٦).
* [«وإِنْ لمَنْكُورٍ»]: ولا بدَّ من مطابقة تلك النكرةِ لِمَا "أَفْعَلُ" التفضيل له، ما لم يكن مشتقًّا، فيجوز إفرادُه مع جَمْعيَّة ما قبلَ المضاف، نحو: {وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} (¬٧)، وقد تضمر (¬٨) الوجهين قوله (¬٩):
---------------
(¬١) هو خلف بن خليفة الأَقْطَع، وقيل: ابن هُبَيرة، وقيل غير ذلك.
(¬٢) صدر بيت من البسيط، وعجزه:
... فليس ينقصها التبذيرُ والسَّرَفُ
ينظر: الشعر والشعراء ٢/ ٧٠٥، وعيون الأخبار ٣/ ٤٤، والفاضل ٣٤، والعقد الفريد ١/ ١٩١.
(¬٣) صدر بيت من البسيط، للمرقِّش الأكبر، وقيل: لبَشَامة بن حَزْن النَّهْشلي، وعجزه:
... يومًا سَرَاةَ خيارِ الناسِ فادْعِينا
جُلَّى: شأن عظيم. ينظر: المفضليات ٤٣١، وشرح الحماسة للمرزوقي ١/ ١٠١، وشرح التسهيل ٣/ ٦٤، والمقاصد النحوية ٣/ ١٢٩٦، وخزانة الأدب ٨/ ٣٠١.
(¬٤) معاني القرآن ١/ ١٠٥، ٢٧٦، ٢٩٨.
(¬٥) لم أقف على هذا الاستدراك في مطبوعة الفَلَك الدائر، فلعله لابن هشام.
(¬٦) الحاشية في: ٩٤، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٥١٠، من أول جواب ابن أبي الحديد، ولم يعزها لابن هشام.
(¬٧) البقرة ٤١.
(¬٨) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: تضمَّنَ.
(¬٩) هو رجل جاهلي لم أقف على تسميته.