كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وَإِذَا هُمُ طَعِمُوا فَأَلْأَمُ طَاعِمٍ ... وَإِذَا هُمُ جَاعُوا فَشَرُّ جِيَاعِ (¬١)

قال قُ رْ طُ بِ يُّ (¬٢): الضميرُ في "به" قيل: له عليه السلام، وقيل: للقرآن، وهو "ما أَنْزَلْتُ"، وقيل: التوراة، وهو "لِمَا معكم"، والتقدير: أوَّل فريقٍ كافرٍ.
وقال الأَخْفَشُ (¬٣) والفَرَّاءُ (¬٤): محمولٌ على معنى الفعل، أي: أوَّل مَنْ كَفَرَ، وحكى س (¬٥): هو أَظْرَفُ الفتيان وأَجْمَلُه؛ لأن المعنى: هو أَظْرَفُ فتًى وأَجْمَلُه.
فإن قلت: قد كَفَرَ به قومٌ من قريشٍ قبل هؤلاء.
قيل: المعنى: أوَّل مَنْ كَفَرَ به من أهل الكتاب.
ع: قد يُرجَّح بهذا أن الضمير لِـ"ما معكم" (¬٦).
* زعم المُبَرِّدُ (¬٧) أن النكرة المضافَ إليها "أَفْعَلُ" يجوز إفرادُها مطلقًا، وخالفه النحويون، هذا إن كانت جامدةً، فإن كانت مشتقةً فالجمهورُ أيضًا يوجبون المطابقةَ، وأجاز بعضُهم تركَها، وقد اجتَمعا في قوله (¬٨):
وَإِذَا هُمُ طَعِمُوا فَأَلْأَمُ طَاعِمٍ ... وَإِذَا هُمُ جَاعُوا فَشَرُّ جِيَاعِ (¬٩)
---------------
(¬١) بيت من الكامل. ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣٣، ٢٦٨، والنوادر لأبي زيد ٤٣٤، والاشتقاق ٤١٧، وشرح التسهيل ٣/ ٦٢، والتذييل والتكميل ١٠/ ٢٧٩.
(¬٢) كذا في المخطوطة، ولم أتبين سبب تقطيعها. ينظر: الجامع لأحكام القرآن ١/ ٣٤٣، ٣٤٤. والقرطبي هو محمد بن أحمد بن أبي فرح الأنصاري، أبو عبدالله، أحد أئمة التفسير والفقه، له: الجامع لأحكام القرآن، والتذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، وغيرهما، توفي سنة ٦٧١. ينظر: طبقات المفسرين للسيوطي ٩٢.
(¬٣) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ١٢٣، وإعراب القرآن للنحاس ١/ ٤٩.
(¬٤) معاني القرآن ١/ ٣٢.
(¬٥) الكتاب ١/ ٨٠.
(¬٦) الحاشية في: ٩٥.
(¬٧) لم أقف على كلامه. وقال به محمد بن مسعود الغَزْني. ينظر: ارتشاف الضرب ٥/ ٢٣٢٢.
(¬٨) هو رجل جاهلي لم أقف على تسميته.
(¬٩) بيت من الكامل، تقدَّم قريبًا.

الصفحة 943