كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وإن كان له مانعٌ من جمع التصحيح فوجهان، أرجحُهما التكسيرُ، ودونه الإفرادُ، مثل: {خَاشِعًا أَبْصَارُهُمْ} (¬١) و: {خُشَّعًا} (¬٢)، وقولِه (¬٣):
.. حَسَنٍ أَوْجُهُهُمْ (¬٤)

وقولِه (¬٥):
طَوِيلًا سَوَارِيهِ (¬٦) ... ...

وإن كان مما لا يُكسَّر تعيَّن التصحيحُ والإفرادُ، نحو: برجالٍ مضروبٍ آباؤهم، أو: مضروبين، وإن كان ممنوعًا منهما أصلًا تعيَّن الإفرادُ، نحو: ما رأيت رجالًا أحسنَ في عينهم الكحلُ منه في عين زيد.
فهذه ثلاثة أقسامٍ في الجمع، وبها تبيَّن نَقْصُ كلام الناظم؛ فإنه يخرج عنه مسألتان.
تنبيهٌ: تلخَّص أن الصفة إما محضةٌ لفظًا وتقديرًا، نحو: مررت برجلٍ فاضلٍ، أو سببيةٌ لفظًا وتقديرًا، نحو: برجلٍ فاضلٍ أبوه، ومحضةٌ في المعنى سببيةٌ في اللفظ، نحو: برجلٍ قائمِ الأبِ، وقائمٍ أبًا.
ورُبَّما أَجْرت العرب على هذا النوع الأخير حكمَ النوعِ الثاني، بشرط كونِ الاسم السببيِّ بـ"أَلْ"، كقوله (¬٧):
---------------
(¬١) القمر ٧، وهي قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي، تقدمت قريبًا.
(¬٢) القمر ٧، وهي قراءة ابن كثير وعاصم ونافع وابن عامر، تقدمت قريبًا.
(¬٣) هو أبو دُؤاد الإيادي.
(¬٤) بعض بيت من الرمل، تقدم بتمامه قريبًا.
(¬٥) هو الفرزدق.
(¬٦) بعض بيت من الطويل، تقدم بتمامه قريبًا.
(¬٧) لم أقف له على نسبة.

الصفحة 962