كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
مَنْ نَصَب (¬١)، وأما مَنْ رفع (¬٢) فهي صفة مُتبَعةٌ لا خبرٌ؛ لأن المعنى لا يصح؛ لأنه ليس المقصود الإخبارَ عن امرأته بأنها حمالة الحطب، بل بأن في جيدها حبلًا، بدليلِ القراءةِ الأخرى (¬٣) (¬٤).
(خ ٢)
* قولُه: «واقْطَعْ أوَ اتْبِعْ» كلامٌ مفهومٌ [من] (¬٥) البيت الأول؛ فإن مفهومه: أنه إذا لم يكن متوقِّفَ البيانِ عليها لا يجب القطع.
ويجب هذا (¬٦) ثلاثةُ أمورٍ: أن يُتبِع الجميعَ، أو يَقطَعَ، أو يُتبِعَ بعضًا ويَقطَعَ بعضًا (¬٧).
* النعتُ كالخبر والحال، فكما يكونان متعدِّدَيْن كذلك يكون النعتُ متعدِّدًا، وكما يكون تعدُّدُهما بالعطف وبغيره، كذلك يكون تعدُّدُه بهما.
فمثالُ تعدُّدِ الخبر بالعطف: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ} (¬٨)، ومثالُ تعدُّدِه من غير عطفٍ: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} (¬٩).
ومثالُ الأول في الحال: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} الآيةَ (¬١٠)، ومثالُ الثاني فيه: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ
---------------
(¬١) هي قراءة عاصم. ينظر: السبعة ٧٠٠، والإقناع ٢/ ٨١٥.
(¬٢) هي قراءة السبعة إلا عاصمًا. ينظر: السبعة ٧٠٠، والإقناع ٢/ ٨١٥.
(¬٣) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(¬٤) الحاشية في: ٢٢/ب.
(¬٥) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(¬٦) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: هنا.
(¬٧) الحاشية في: ١٠٣.
(¬٨) الأنعام ٣٩.
(¬٩) البروج ١٤، ١٥.
(¬١٠) آل عمران ٣٩، وتمامها: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}.