كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
مُتَقَابِلِينَ} (¬١).
ومثالُ الأول في النعت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي} الآيةَ (¬٢)، ومثالُ الثاني: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} الآيةَ (¬٣).
فإذا تعدَّدت النعوت؛ فتارةً لا يكون معلومًا إلا بمجموعها، وتارةً يكون معلومًا بدونها (¬٤)، وتارةً يكون معلومًا بالبعض دون البعض، فالأول يجب فيه إتباع الجميع، والثاني يجوز فيه إتباع الجميع وقطعُ الجميع وإتباعُ بعضٍ وقطعُ بعضٍ، والثاني (¬٥) يجب فيه إتباع ما تتوقَّف معرفتُه عليه، ويجوز فيما عداه الأوجهُ الثلاثةُ.
قال ابنُه (¬٦) ما معناه: تقول: مررت بزيدٍ الفاضلِ الشاعرِ الكاتبِ، فيجوز فيه الأوجهُ الثلاثةُ، ولك أن تجمع في القطع بين الرفع والنصب، وتقول: مررت برجلٍ فاضلٍ شاعر كاتب، فيجب إتباع الأول؛ لأن النكرة غيرُ غَنِيةٍ عن التخصيص، ويجوز فيما عداه الأوجهُ الثلاثةُ، قال (¬٧):
---------------
(¬١) الحجر ٤٧.
(¬٢) الأعلى ١ - ٤، وتمام الأخيرة: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى}.
(¬٣) القلم ١٠، وبعدها: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}.
(¬٤) قوله: «وتارةً يكون معلومًا بدونها» مكرر في المخطوطة.
(¬٥) كذا في المخطوطة، والصواب: والثالث.
(¬٦) شرح الألفية ٣٥٥.
(¬٧) هو أمية بن أبي عائذ الهُذلي.