كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

قال س (¬١): وإن شئت قطعت فابتدأت، وإن شئت أَتْبعت، قال الأَخْطَلُ في الابتداء:
نَفْسِي فِدَاءُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ إِذَا ... أَبْدَى النَّوَاجِذَ يَوْمٌ بَاسِلٌ ذَكَرُ
الخَائِضُ الغَمْرَ وَالمَيْمُونُ طَائِرُهُ ... خَلِيفَةُ اللهِ يُسْتَسْقَى بِهِ المَطَرُ (¬٢)

وقال (¬٣) أيضًا: وزعم يُونُسُ أن القطع والابتداء في الترحُّم خطأٌ.
ومِنَ القطع: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ} (¬٤)، وقولُه: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ} (¬٥).
س (¬٦): وأما يُونُسُ فيقول: مررت به المسكينَ، على قوله: مررت به مسكينًا، وهذا لا يجوز، ولكنَّك إن شئت حملته على أحسنَ من هذا، كأنَّك قلت: لقيت المسكينَ، ودلَّ عليه: مررت (¬٧).
* ش (¬٨): زعم س والخَلِيلُ (¬٩) أنك تقول: مررت به المسكينِ، على البدل لا على الصفة؛ لأن المضمر لا يوصف.
---------------
(¬١) الكتاب ٢/ ٦٢.
(¬٢) بيتان من البسيط. النواجذ: أقصى الأضراس، وباسل: شديد، وذَكَر: ليس فيه إلا الجِدُّ والعمل، والغَمْر: الماء الكثير، والميمون طائره: يُتفاءل به. ينظر: الديوان ١٤٧، ١٤٨، والأغاني ٨/ ٤٢٩، ١١/ ٤٤، وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ١/ ٣٢٧، ولسان العرب (ج ش ر) ٤/ ١٣٨، والتذييل والتكميل ٣/ ٣١٤.
(¬٣) الكتاب ٢/ ٧٧.
(¬٤) النساء ١٦٢.
(¬٥) البقرة ١٧٧.
(¬٦) الكتاب ٢/ ٧٦.
(¬٧) الحاشية في: ٢٣/أ.
(¬٨) حواشي المفصل ١٤٩، ١٥٠.
(¬٩) الكتاب ٢/ ٧٥.

الصفحة 988