كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

قال س: قال الخَلِيلُ: وإن شئت رفعت "المسكين" و"البائس" (¬١) من وجهين:
أحدهما: أن يكون على تقدير السؤال، كأنه قيل: من هو؟
والثاني: أن يكون على تقدير: المسكينُ مررت به، ودلَّ عليه قوله: مررت به.
فالحاصلُ: أن في "المسكين" ثلاثةَ أوجهٍ.
فإن قلت: مررت بي المسكين؛ فلا يجوز فيه الجرُّ؛ لأن البدل هنا لا يجوز، نصَّ عليه س (¬٢) (¬٣).
(خ ٢)
* المَعَرِّيُّ:
فَدُونَكُمُ خَفْضَ الحَيَاةِ فَإِنَّنَا ... نَصَبْنَا المَطَايَا بِالفَلَاةِ عَلَى القَطْع
فَلَيْتَ قِلَاصًا مِلْعِرَاقِ خَلَعْنَنِي ... جُعِلْنَ -وَلْم يَفْعَلْنَ ذَاكَ- مِنَ الخَلْعِ (¬٤)

أي: ليت قلاصًا خَلَعْنني من العراق جُعِلْن من الخَلْع، أي: من اللحم الذي يتَّخذُه المسافرون في مَزَاوِدهم (¬٥)، ولم يفعلن ما فعلْنَ من خَلْعي من العراق (¬٦).
وما من المنعوت والنعت عقل ... يجوز حذفه وفي النعت يَقِل
---------------
(¬١) في قول الشاعر:
فلا تَلُمْهُ أنْ ينامَ البائسَا

وهو بيت من مشطور الرجز، لم أقف له على نسبة. ينظر: الكتاب ٢/ ٧٥، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٦٨٩، وشرح جمل الزجاجي ٢/ ١٢، والتذييل والتكميل ٢/ ٢٦٨، ومغني اللبيب ٥٩٣.
(¬٢) الكتاب ٢/ ٧٦.
(¬٣) الحاشية في: ٢٣/أ.
(¬٤) بيتان من الطويل. خفض الحياة: لِينها، ومِلْعراق: من العراق، وخَلَعْنني: أخرجنني. الشاهد: ما في البيتين من الإلغاز بذكر الخفض والنصب على القطع. ينظر: سقط الزند ٢٤٠، وشروحه ٣/ ١٣٦٥.
(¬٥) ينظر: جمهرة اللغة ١/ ٦١٣، وتهذيب اللغة ١/ ١١٤.
(¬٦) الحاشية في: ١٠٣.

الصفحة 989