كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

لَكُمْ مَسْجِدَا اللهِ المَزُورَانِ وَالحَصَى ... لَكُمْ قِبْصُهُ مِنْ بَيْنِ أَثْرَى وَأَقْتَرَا (¬١)

أي: من بين إنسانٍ أَثْرى وآخَرَ أَقْتَرَ (¬٢).
* قال بعضُ النحاة: إنَّ حذف النعت (¬٣) على خمسة أقسامٍ (¬٤):
ممتنعٌ، نحو: رأيت سريعًا، ولقيت خفيفًا؛ لعدم الاختصاص بنوع واحد.
وجائزٌ قويٌّ، نحو: ركبت صاهلًا، وأكلت طيِّبًا؛ لاختصاص العامل بنوع من الأسماء، ومجيءِ الصفة مختصةً بذلك النوعِ، ونحوُه: أقمت طويلًا، وسرت سريعًا؛ لأن الفعل يدل على المصدر والزمان، ومنها: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} (¬٥)؛ لدلالة "الذُّرِّيَّة" على الموصوف بالصفة.
وقبيحُ الذكر؛ لكونه حشوًا، وذلك كقولك: أكرمِ العالمَ، أو: الشيخَ، وارفُقْ (¬٦) / بالضعيف؛ لتعلُّق الأحكام بالصفة، واعتقادِها (¬٧) عليه، ومنه: مؤمنٌ خيرٌ من كافرٍ، و: غنيٌّ أَحْظى من فقيرٍ، و: المؤمنُ لا يفعلُ كذا، و: لعنة الله على الظالمين، و: «الكافرُ يأكل في سبعة أمعاءٍ» (¬٨)، وقولُهم في الشِّعْر:
---------------
(¬١) بيت من الطويل. مسجدا الله: البيت الحرام بمكة، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، والحصى والقِبْص: العدد الكثير من الناس، وأثرى: كثُر ماله، وأقتر: افتقر. ينظر: الديوان ١٥٥، وإصلاح المنطق ٢٧٩، والمعاني الكبير ١/ ٥٢٧، والمحكم ٦/ ٣٢٨، والإنصاف ٢/ ٥٩٢، وضرائر الشعر ١٧٢، وشرح التسهيل ٣/ ١٩، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٧٣.
(¬٢) الحاشية في: وجه الورقة الثانية الملحقة بين ٢٣/ب و ٢٤/أ.
(¬٣) كذا في المخطوطة، والصواب: المنعوت.
(¬٤) سقط منها هنا القسم الثاني، وهو في حواشي الشلوبين المنقول منها: نعتٌ يقبح حذف منعوته، وهو مع ذلك جائز، كقولك: لقيت ضاحكًا، ورأيت صاهلًا، وإنما جاز لاختصاص الصفة بنوع واحد.
(¬٥) الصافات ١١٣.
(¬٦) مكررة في المخطوطة.
(¬٧) كذا في المخطوطة، وهي في حواشي المفصل: واعتمادها.
(¬٨) بعض حديث أخرجه البخاري ٥٣٩٣ ومسلم ٢٠٦٠ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

الصفحة 992