كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

على مكانه، وأما النعت فلا تدلُّ عليه قرينةٌ مقاليَّةٌ، فلذلك قَلَّ (¬١).
* كَتَب الشَّلَوْبِينُ (¬٢): قال س (¬٣) في قولهم: سِيرَ عليه ليلٌ: يريدون: سِيرَ عليه ليلٌ طويلٌ (¬٤).
(خ ٢)
* لا يُحذف المنعوت إلا بثلاثة شروط (¬٥):
أحدها: كونُه مدلولًا عليه، وذلك يكون إما باختصاص النعت به، نحو: رأيت كاتبًا، وأكرمت حاسبًا، وسمعت صاهلًا، وركبت ناهقًا، أو بتقدُّم ذكرِه، نحو: أَلَا ماءً ولو باردًا، أو تقدُّمِ ما يُعَيِّنُه، نحو: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} (¬٦)، أي: دروعًا سابغاتٍ، أو تأخُّرِه، نحو: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا}، أي: طعامًا محرَّمًا، بدليلِ: {عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} (¬٧)، أو كليهما، نحو: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ} (¬٨)، أي: حورٌ قاصراتٌ، ولو قلت: عندي قاصرات لم يَجُزْ، ولكنَّ تقدُّمَ ضميرِ الجنة -وقد استقرَّ في الأذهان أن فيها الحورَ- وتأخُّرَ ذكرِ "الطَّرْفِ" أفادا بيانَ المراد.
ومن الأول: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} (¬٩)، {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا} الآيةَ (¬١٠)، إذا قيل بأن ذلك نعتُ مصدرٍ محذوفٍ.
---------------
(¬١) الحاشية في: ٢٣/أ.
(¬٢) حواشي المفصل ٣٩٤، ٣٩٨.
(¬٣) الكتاب ١/ ٢٢٠، ٢٢٦.
(¬٤) الحاشية في: ٢٣/أ.
(¬٥) لم يذكر إلا شرطين، وسيأتي التنبيه على ما في هذه الحاشية في أثنائها.
(¬٦) سبأ ١٠، ١١.
(¬٧) الأنعام ١٤٥.
(¬٨) الرحمن ٥٦، وتمامها: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}.
(¬٩) المؤمنون ٥١، وسبأ ١١.
(¬١٠) التوبة ٨٢، وتمامها: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

الصفحة 995