كتاب حاشية ثلاثة الأصول

قَوْلُهُ تَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ1 (1) إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 (1) إِلّا الَّذِينَ آمَنُوا3 وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ4 وَتَوَاصَوْا
__________
الباطلة، فحينئذ لابد أن يؤذوه، فعليه أن يصبر ويحتسب. وهذه الأربع أوجب الواجبات.
1 أقسم تعالى بالعصر، وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأرباح والعمال الصالحة للمؤمنين، وزمن الشقاء للمعرضين، ولما فيه من العبر والعجائب للناظرين.
2 أي: جنس الإنسان من حيث هو إنسان في خسار في مسعاه ولابد، إلا من استثنى الله في هذه السورة، وهو من قام بهذه الخصال: الإيمان بالله، والعمل الصالح في نفسه، وأمر غيره به، والصبر على ما ناله فيه.
3 استثنى سبحانه وتعالى الذين آمنو فإنهم ليسو في خسر، ففيه ما يوجب الجد والاجتهاد في معرفة الإيمان والتزامه، وفيه العلم، فإنه لا يمكن العمل بدون علم، وفيه حياة الإنسان.
4 أي: ليسو في خسر، بل فازوا وربحوا، لأنهم اشتروا

الصفحة 19