{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} 1 [محمد: 19] .
فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ2.
__________
وكل من بغير علم ... أعماله مردودة لا تقبل
وهل تمكن عبادة الله التي هي حقه على خلقه وخلقهم لها إلا بالعلم؟!
1 استدل المصنف رحمه الله بهذه الآية الكريمة على وجوب البدائة بالعلم قبل القول والعمل، كما استدل بها البخاري رحمه الله على صحة ما ترجم به، وذلك أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأمرين: بالعلم ثم بالعمل، والمبدوء به العلم في قوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ، ثم أعقبه بالعمل في قوله: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} فدل على أن مرتبة العلم مقدمة على مرتبة العمل، وان العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يعتبر إلا به، فهو مقدم عليهما، لأنه مصحح النية المصححة للعمل.
2 حيث قال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ، ثم قال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} ، ولا يبدأ إلا بالأهم فالأهم،