كتاب حاشية ثلاثة الأصول

الثَّانِيَةُ: أَنَّ الله لا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدُ فِي عِبَادَتِهِ1 لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، ولا نبي
__________
أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] فهذه عاقبة العاصين للرسل، وجزاء المخلفين لأمرهم، أي: فاحذروا أنتم أيها الأمة أن تعصوا نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فيحل بكم، كما حل بهم من عقاب الله وأليم عذابه في الدنيا والبرزخ في الآخرة، نعوذ بالله من ذلك. وفي القرآن آيات كثيرة في بيان سعاة من أطاع الرسل وشقاوة من عصاهم.
1 فهو سبحانه المستحق لها وحده، ومن سواه لا يستحق شيئاً منها، وفي الحديث القدسي: "إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، أتحبب إليهم بالنعم ويتبغضون إليّ بالمعاصي"، ولأن الشرك أظلم الظلم قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] والظلم: وضع الشيء في غير موضعه. وسمى الله المشرك ظالماً، لأنه وضع العبادة في غير موضعها، وصرفها.

الصفحة 27