كتاب حاشية ثلاثة الأصول

وبذلك أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ، وَخَلَقَهُمْ لَهَا، كَمَا1 قَالَ تَعَالَى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 2
__________
حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 123] ، وفي قوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:120] ، والحنيف: مشتق مكن الحنف، وهو الميل. فالحنيف: المائل عن الشرك قصداً إلى التوحيد، والحنيف: المستقيم المستمسك بالإسلام، المقبل على الله المعرض عن كل ما سواه، وكل من كان على دين إبراهيم عليه السلام.
1 أي: وبالإخلاص في جميع ما تعبدنا الله به، الذي هو ملة إبراهيم أمر الله بها جميع الناس، وخلق لها جميع الثقلين الجن والإنس
2 أي: ما أوجد سبحانه وتعالى الثقلين إلا لحكمة عظيمة، وهذه الحكمة العظيمة هي عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه، وأفادت أن الخلق لم يخلقوا عبثاً ولم يتركوا سدىً.

الصفحة 35