كتاب حاشية ثلاثة الأصول

قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ1 (1) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً2 وَالسَّمَاءَ بِنَاءً3 وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ4 فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ
__________
عنهم تلك العبادة بالكلية في غير موضع من كتابه، ولم يرد في العبادة إلا إفراده تعالى بجميع أنواعها، فمن أطاعه في جميع ما أمره به منها فقد وحده وإلا فلا، وكونه تعالى ربنا يفيد ويقتضي أن نعبده وحده، وأن لا نجعل له شريكاً في ربوبيته، ولا في ألوهيته وعبادته.
1 أي: الذي أوجدكم ومن قبلكم من العدم، فلا تجعلوا المخلوق شريكاً للخالق في عبادته، فهو سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك، بل وحدوه سبحانه
لعلكم تنجون من عقابه وأليم عذابه.
2 أي: بسطاً غير حزنة، تتمكنون من المسير فيها، والمكث على ظهرها، وتنتفعون منها بأنواع المنافع.
3 قبة مضروبة عليكم، وسقفاً محفوظاً مزيناً بالمصابيح، والعلامات التي تهتدون بها في ظلمات البر والبحر.
4 أي: وانزل من السحاب المطر، فإن كل ما علاك فهو

الصفحة 51