كتاب حاشية ثلاثة الأصول

تَعَالَى1، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً2} [الجن:18] ، فَمَنْ صَرَفَ مِنْهَا شيئاً لغبر الله فهو مشرك كافر3،
__________
1 أي: كل جميع أنواع العبادة مما ذكر وغيره لله وحده، لا يصلح منه شيء لغير الله عز وجل، لا لملك مقرب، ولا نبي مرسل، فضلاً عن غيرهما، ولا أضل ولا أظلم ممن يجعل لمخلوق مربوب منها شيئاً.
2 في المساجد تفسيران: أحدهما: أنها المواضع التي بنيت لعبادة الله، فالمعنى: أنها إنما بنيت لعبادة الله وحده فلا تعبدوا فيها غيره، والثانية: أنها الأعضاء التي خلقها ليسجد له عليها، وهي الوجه واليدان والركبتان والقدمان، فلا يسجد بها لغيره، و {أَحَداً} كلمة شاملة عامة، نكرة في سياق النهي، شملت الملائكة والأنبياء والأولياء والصالحين وغيرهم، فلا يدعى مع الله أحد من الملائكة ولا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم، فقد شملت جميع الخلق.
3 أي: فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة التي ذكر المصنف

الصفحة 55