. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
__________
فقال {فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس: من الآية31] أي: الشرك به في عبادته, فإنهم يعرفون معناها، وأنها دلت على إفراد الله بالعبادة, ولهذا أنكروا أن يكون الله هو المعبود وحده, وقالوا: شتم آلهتنا, وقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ (صّ: 5] بل يريدون أن يجعلوا بينهم وبين الله وسائط وشركاء في العبادة, فإن نفوسهم وإحساسهم امتزجت بالشرك وأنشأت عليه وألفته, فصاروا كالمريض الذي فسد مزاجه, فإذا أوتي بالطعام الحلو قال: هذا مر, وهو ليس بمر, ولكن الآفة من مزاجه الفاسد, بالنسبة إلى عقولهم الفاسدة, فكذلك النور والحق المبين الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم هو عندهم وأمثالهم مر بالنسبة إلى مزاجاتهم, والمقصود: أنهم عرفوا أن مدلولها أن يكون المعبود هو الله وحده, وبهذا تعرف أن مدلول لا إله إلا الله مطابقةً: هو إفراد الله بالعبادة.