كتاب حاشية ثلاثة الأصول

وَحْدَهُ1 لا شَرِيكَ لَهُ فِي عِبَادَتِهِ، كَمَا أنه
__________
1 أي: والإثبات في كلمة الإخلاص قولك: (إلا الله) هو المستثنى في هذه الكلمة العظيمة, ودلالتها على إثبات الإلهية لله وحده أعظم من دلالة قولنا: الله إله, ف (لا) نافية للجنس, وخبرها المرفوع محذوف تقديره حق, ف (لا الله) استثناء من الخبر المرفوع, فالله هو الحق, وعبادته وحده هي الحق, وعبادة غيره منفية ب (لا) في هذه الكلمة, قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: من الآية62) ] والقرآن كله يدل على إثبات العبادة لله وحده, ف (لا إله إلا الله) اشتملت على أمرين هما ركناها: النفي, والإثبات, ف (لا إله) نافياً وجود معبود بحق سوى الله, و (إلا الله) مثبتاً العبادة لله وحده دون كل ما سواه, والنفي المحض ليس بتوحيد, وكذلك الإثبات المحض, فلابد الجمع بين النفي والإثبات, وشروطها ثمانية: أحدها: العلم المنافي للجهل. الثاني: اليقين المنافي للشك.

الصفحة 84