كتاب حاشية ثلاثة الأصول

وَدِليلُ شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ1 قَوْلُهُ
__________
إفراد الله بالعبادة فقولوا – أنتم يا أمة محمد-لهم: {اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} مخلصون لله بالتوحيد دونهم, أي: صرحوا لهم شفاهةً بأنكم مسلمون وأنهم كفار, وأنكم براء منهم وهم براء منكم, وهذا دال على أنه لابد تبين للكفار حتى يتفهموا ويتحققوا أنهم ليسوا على دين, وأن دينك خلاف دينهم الذي هم عليه, وأن دينهم خلاف دينك
1 يعني: من النقل, وأما العقل فنبّه عليه القرآن, كما ذكر المصنف وغيره.
ومنه قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى} [الأنعام: من الآية91] , وقول الرجل: إن رسول الله, إما أن يكون خير الناس وأصدقهم, وإنا أن يكون شرهم وأكذبهم, والتمييز بين ذلك يعرف بأمور كثيرة, نبه تعالى على ذلك بقوله: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}

الصفحة 90