كتاب حقيقة الشيعة «حتى لا ننخدع»

في منزلي 5 شارع علي بن أبي طالب ومعه سماحة العالم العلامة والصديق الكريم السيد طالب الرفاعي وقد أهاجت هذه الزيارة في نفسي ذكريات جميلة، ذكريات الأيام التي قضيتها في طهران سنة 1970 فعرفت فيها طائفة كبيرة من طوائف العلماء الشيعة الإمامية وعرفت فيهم الوفاء والكرم الذي لم أعهده من قبل وما زيارتهم لي اليوم إلا مظهر وفائهم جزاهم الله كل خير وشكر لهم مسعاهم الجميل في التقريب بين المذاهب الإسلامية التي هي في الحقيقة والواقع شيء واحد في أصول العقيدة الإسلامية التي جمعت بينهم على صعيد الأخوة التي جسدها القرآن حيث يقول: إنما المؤمنون إخوة (الحجرات: 10) . هذه الأخوة من واجب علماء الأمة على اختلاف اتجاهاتها المذهبية أن يحرصوا على كميتها ونبذ كل ما يسوء إليها ويكدر صفوها من عوامل التفرقة والتي شجبها الله تعالى في كتابه العزيز ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم (الأنفال: 46) . رحم الله الشيخ شلتوت الذي التفت إلى هذا المعنى الكريم فخلد في فتواه الصريحة الشجاعة حيث قال ما مضمونه: بجواز العمل بمذهب الشيعة الإمامية بإعتباره مذهباً فقهياً إسلامياً يقوم على الكتاب والسنة والدليل الأسد ?أسأل الله أن يوفق العاملين على هذا الفتح القويم في التقريب بين الأخوة في العقيدة الإسلامية الحقة وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (التوبة: 105) . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أقول: حسن سعيد هذا الذي وجه إليه الشيخ الفحام كلامه العاطفي هذا هو الذي وضع مقدمة كتاب "كذبوا على الشيعة" لمحمد الرضوي الذي سننقل عنه في هذه الرسالة فقد تطاول هذا الرضوي على أبي حنيفة - رحمه الله تعالى - إذ قال محمد الرضي الرضوي (135) من كتابه المذكور: "قبحك الله يا أبا حنيفة كيف تزعم أن الصلاة ليس من دين الله".

الصفحة 24