كتاب حسن البنا الرجل والفكرة

الحنيف وتجردتم من كل فكرة سوى ذلك .. ووقفتم لعقيدتكم كل جهودكم .. فهو الخير لكم .. وسيحقق الله بكم - إن شاء الله - ما حقق بأسلافكم في العصر الأول .. وسيجدد كل عامل صادق منكم في ميدان الإخوان ما يرضي همته , ويستغرق مدى نشاطه إن كان من الصادقين .. وإن أبيتم إلا التذبذب والاضطراب والتردد بين الدعوات الحائرة والمناهج الفاشلة فإن كتيبة الله ستسير غير عابئة بقلة ولا بكثرة .. وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم .. »

* * *

وحاولت جاهدًا أن التمس عذرًا - دون جدوى - للذين نكصوا .. أعني بهم الذين خذلوا الدعوة إبان محنتها أو أسلموها لأعدائها أو طعنوها من الخلف .. وقد كانوا في الدعوة إبان أمنها ملء أسماع الإخوان وأبصارهم وأحاسيسهم ومشاعرهم .. وقد أفادوا من الدعوة وأفادت الدعوة منهم - وهذا حق - وحق أيضًا. أنه لولا هذه الدعوة لظل معظمهم مغمورًا .. وقد تربع البعض منهم على كرسي الوزارة - وهذا حظه من الدنيا - إما لأنه أسهم في إيجاد الشرخ في جدار الدعوة وإما لأنه لديه استعداد لمساندة قوة الباطل على الدعوة ..

الصفحة 110