كتاب حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

التَّحْصِيل للمهدي فِي قَوْله تَعَالَى {إِن الْمُجْرمين فِي ضلال وسعر} قيل المجرمون فِي هَذِه الْآيَة الْقَدَرِيَّة وَفِيه يَقُول قَالَ أَبُو هُرَيْرَة جَاءَ مشركو الْعَرَب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخاصمونه فِي الْقدر فَنزلت {إِن الْمُجْرمين فِي ضلال وسعر يَوْم يسْحَبُونَ فِي النَّار على وُجُوههم ذوقوا مس سقر إِنَّا كل شَيْء خلقناه بِقدر}
وتشبه هَذِه الْآيَة قَوْله تَعَالَى {وَلَو شِئْنَا لآتينا كل نفس هداها}
وَقبلهَا {وَلَو ترى إِذْ المجرمون ناكسو رؤوسهم} الْآيَة

سُورَة المجادلة فِيهَا قَوْله تَعَالَى {لَا تَجِد قوما يُؤمنُونَ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر يوادون من حاد الله وَرَسُوله وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم أَو أَبْنَاءَهُم أَو إخْوَانهمْ أَو عشيرتهم أُولَئِكَ كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان وأيدهم بِروح مِنْهُ}
والقدرية يَقُولُونَ إِنَّهُم يمحون مَا كتب الله فِي قُلُوبهم إِذا هموا وَأَرَادُوا وَهَذِه مغالبة تَعَالَى الله فِي جلال تعاليه علوا كَبِيرا
بل قَالَ سُبْحَانَهُ قبل هَذِه الْآيَة {كتب الله لأغلبن أَنا ورسلي إِن الله قوي عَزِيز} وَهَذَا هُوَ الْحق الْمُبين لمن هداه الله وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور {فَإِنَّهَا لَا تعمى الْأَبْصَار وَلَكِن تعمى الْقُلُوب الَّتِي فِي الصُّدُور}

الصفحة 100