كتاب حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

وَقَالَ فِي آخَرين {يُرِيد الله أَلا يَجْعَل لَهُم حظا فِي الْآخِرَة}
وَقَالَ تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ}
ثمَّ قَالَ {وَاعْلَمُوا أَن الله يحول بَين الْمَرْء وَقَلبه}
وَقَالَ تَعَالَى {وَالله يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام} فَعم بالدعوة ثمَّ قَالَ {وَيهْدِي من يَشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} فَخص بالهداية
وَقَالَ تَعَالَى لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَأْن من كَانَ حَرِيصًا على هدايته {أَفَمَن زين لَهُ سوء عمله فَرَآهُ حسنا فَإِن الله يضل من يَشَاء وَيهْدِي من يَشَاء فَلَا تذْهب نَفسك عَلَيْهِم حسرات إِن الله عليم بِمَا يصنعون} ثمَّ كرر الدُّعَاء لِقَوْمِهِ وَأظْهر الشَّفَقَة عَلَيْهِم وهم معرضون عَن إجَابَته
أنزل اللع تَعَالَى عَلَيْهِ {وَإِن كَانَ كبر عَلَيْك إعراضهم فَإِن اسْتَطَعْت أَن تبتغي نفقا فِي الأَرْض أَو سلما فِي السَّمَاء فتأتيهم بِآيَة وَلَو شَاءَ الله لجمعهم على الْهدى فَلَا تكونن من الْجَاهِلين}
ثمَّ تمنوا عَلَيْهِ أماني وأقسموا بِاللَّه لَئِن أَتَاهُم مَا يتمنون ليُؤْمِنن بِهِ فَأنْزل الله

الصفحة 19