كتاب حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

وَكَذَلِكَ قَوْله {يَوْم ينْفخ فِي الصُّور} وَالْأمة وجيمع الْأُمَم مجموعون على أَن الَّذِي ينْفخ فِي الصُّور هُوَ إسْرَافيل عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذا تمدح جلّ وَعز نسب فعلك إِلَيْهِ {وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رمى} وَإِذا أَرَادَ مديحك أَو شكرك أَو تبكيتك أَو ذمك قَالَ {جَزَاء بِمَا كَانُوا يعْملُونَ} و {التائبون العابدون} وَكَذَلِكَ أمرنَا إِذا دَعونَا أَن نَدْعُوهُ بأسمائه الْحسنى فَقَالَ {وَللَّه الْأَسْمَاء الْحسنى فَادعوهُ بهَا} فَنَقُول يَا هادي الْخلق اغْفِر لي وَلَا نقُول يَا مضل الْخلق وَيَا كاشف الضّر وَلَا نقُول يَا هازم الْمُؤمنِينَ يَوْم حنين وَلَا ياقاتل الْمُؤمنِينَ يَوْم أحد وَهَكَذَا تأدب مَعَه أنبياؤه عَلَيْهِم السَّلَام فَقَالَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام {الَّذِي خلقني فَهُوَ يهدين وَالَّذِي هُوَ يطعمني ويسقين} ثمَّ قَالَ {وَإِذا مَرضت فَهُوَ يشفين}
وَقَالَ تَعَالَى {بِيَدِك الْخَيْر} وَلم يقل بِيَدِك الْخَيْر وَالشَّر
وَحكي عَن بعض العارفين أَنه بَيْنَمَا هُوَ يُنَاجِي ربه وَيَقُول فِي مناجاته يَا رب أَنْت شِئْت وقضيت وحكمت وكتبت فَنُوديَ هَذَا أدب التَّوْحِيد فَأَيْنَ أدب العبيد

الصفحة 35