كتاب حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

وَمن ذَلِك قَوْله تَعَالَى {وَقَالَ الشَّيْطَان لما قضي الْأَمر إِن الله وَعدكُم وعد الْحق ووعدتكم فأخلفتكم}
ثمَّ قَالَ {وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم من سُلْطَان إِلَّا أَن دعوتكم فاستجبتم لي فَلَا تلوموني ولوموا أَنفسكُم} وَصدق إِبْلِيس فِي هَذَا القَوْل كَمَا قَالَ تَعَالَى {إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان إِلَّا من اتبعك من الغاوين} فَمن عصمه الله من الشَّيْطَان لم يَجْعَل لَهُ عَلَيْهِم سُلْطَانا وَمن خلق الله فِيهِ الغواية تبعه كَمَا قَالَ إِلَّا من اتبعك من الغاوين
وفيهَا {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة ويضل الله الظَّالِمين وَيفْعل الله مَا يَشَاء}
وفيهَا {وَإِذ قَالَ إِبْرَاهِيم رب اجْعَل هَذَا الْبَلَد آمنا واجنبني وَبني أَن نعْبد الْأَصْنَام}
كَمَا قدمنَا قَوْله فِي الْبَقَرَة حَيْثُ قَالَ {رَبنَا واجعلنا مُسلمين لَك وَمن ذريتنا أمة مسلمة لَك} الْآيَة
ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك {رب اجْعَلنِي مُقيم الصَّلَاة وَمن ذريتي}

الصفحة 74