كتاب إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل

ومن كان لا يدري بها وهو جاهل ... فكيفيه منها أن يكون مُسَلِّما
ويؤمن بالشرع الذي قد أتى به ... أَجَلُّ الورى من كان بالله أَعْلَما
ولكنَّهُم في غَمْرَةٍ من ضلالهم ... وفي غَيِّهم بُعْداً لمن كان مُجْرِما
فقل لزعيمِ القومِ ناصر من غدا ... عن الخيرِ مزْوَرّاً وقد حاز مَأْثَما
ثَكِلَتْكَ مِنْ خَبٍّ لئيم هَبَيْنَغٍ ... يرى أنَّ ما أبداه حَقًّا فَأَقْدَما
وأظهرَ مَكْنُوناً من الغيِّ جهرةً ... لدى الناسِ مكشوفَ القناعِ ليُعْلَما
وقَلْ للغويِّ الفدمِ ويحكَ ما الذي ... دعاك إلى أن قلت قولاً مُحَرَّما
أَخَلْتَ طريقَ الحقِّ ليس بواضحٍ ... وأَنّ طريقَ الغيِّ قد كان قَيِّما
لعمري لقد أخطأتَ رشدَك فاتئِدْ ... فلست بكفوٍ أن تُرَى مُتَقَدِّما
فقد حُدْتَّ عن نهجِ الهداةِ وإنما ... سلكتَ طريقاً للضلالة مُظْلِما
طريقاً وخيماً للغواةِ الذين هُمْ ... فلاسفةٌ دهريةٌ أوْرَثُوا العَمَا

الصفحة 62