كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

يواليه (¬١) ، يدعو إلى خلاف ما يرضى، وينهى عبدًا إذا صلَّى، قد اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ، وَأَضَلهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ فأصمَّه وأبكمه وأعماه، فهو ميِّت الدارين، فاقد السَّعادتين، قد رضي بخزي الدنيا وعذاب الآخرة، وباع التجارة الرابحة بالصفقة الخاسرة (¬٢) ؛ فقَلْبُه عن ربه مصدود (¬٣) ، وسبيل الوصول إلى جنته ورضاه وقربه عنه مسدود، فهو وليُّ الشيطان وعدوُّ الرَّحمن، وحليف الكفر والفسوق والعصيان.
رضي المسلمون بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدِ رسولًا، ورضي المخذولُ بالصَّليب والوثنِ إلهًا، وبالتَّثليث والكفر دِيْنًا، وبسبيل الضَّلال والغضب سبيلًا. أَعصى النَّاس للخالق الذي لا سعادة له إلا في طاعته، وأَطْوَعُهم للمخلوق الذي ذهاب دنياه وأخراه في طاعته، فإذا سُئِل في قبره: من ربُّك وما دينُك ومن نبيُّك؟ قال: آه، آه، لا أدري. فيقال: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَيْتَ، وعلى ذلك حَييْتَ، وعليه متَّ وعليه (¬٤) تُبْعثُ إن شاء الله تعالى. ثم يُضْرَمُ عليه قبرُه ناَرًا، ويضيق عليه كالزُّجِّ في الرُّمح إلى قيام الساعة (¬٥) .
---------------
(¬١) في "ص": "يوليه".
(¬٢) في "ب": "مخاسرة" وفي هامشها: "الخاسرة".
(¬٣) في "ب": "لصدود". وصححت في الهامش.
(¬٤) ساقط من "غ".
(¬٥) إشارة إلى أحاديث نبوية واردة في ذلك، أخرجها البخاري في الجنائز، باب عذاب القبر: ٣/ ٢٣٢، ومسلم في الجنة وصفتها: ٤/ ٢٢٠٠، وأبو داود في السنة، باب المسألة في القبر: ٧/ ١٣٩، والترمذي في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر: ٤/ ١٨١، وغيرهم.

الصفحة 13