كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
"مُؤَذ" علي وزن عُمَر، وقد اختلف فيها علماء أهل الكتاب.
فطائفة يقولون: معناها جدًّا جدًّا. أي: كثيرًا كثيرًا. فإن كان هذا معناها فهو بشارة بمن عظم من بَنِيْهِ كثيرًا كثيرًا، ومعلومٌ أنَّه لم يعظم من بنيه أكثر مما عظم من محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وقالتْ طائفةٌ أخري: بل هي صريحُ اسمِ محمَّدٍ. قالوا: ويدلُّ عليه أنَّ ألفاظ العبرانية قريبة من ألفاظ العربية؛ فهي أقرب اللغات إلي العربية، فإنهم يقولون لإسماعيل: (شماعيل، وسمعتُك: شمعتيني) (¬١) ، وإياه: أوثو، وقدسك: قدشيخا، وأنت: أنا (¬٢) ، وإسرائيل: يسرائيل، فتأمَّلْ قولَه في التوراة: "قدس لي خل بخور (¬٣) خل ريخم (بني إسرائيل باذام ويبيمالي") (¬٤) . معناه: قَدِّسْ لي كلِّ بكْرٍ، كلَّ أولِ مولودِ رَحِمٍ في بني إسرائيل مِنْ إنسانٍ إلي بهيمةٍ لي (¬٥) .
وتأمل قوله: "نابي أقيم لاهيم تقارب أخيهم (كانوا أخا) (¬٦) ايلاؤه شماعون (¬٧) " فإن معناه: نبيًّا أُقيم لهم مِنْ وَسْط إخوتهم مِثْلَك به يؤمنون.
وكذلك قوله: ("أنتم عابرتم بعيولي اجيخيم بنوا
---------------
(¬١) في "غ": "سمَّعيل وشمعيل شميعتها".
(¬٢) في "غ": "أنتا".
(¬٣) في "غ": "رحم".
(¬٤) في "غ": "بني يسراسيل باذام وبهمالي".
(¬٥) "سفر الخروج": (١٣/ ١).
(¬٦) في "غ": "كاموخا".
(¬٧) في "غ": "يسماعون".