كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وأُمَّةُ المَجُوسِ منهم؛ تستفرش (¬١) الأمَّهات والبنات والأخوات -دَعِ (¬٢) العَمَّاتِ والخالات- دينُهم الزَّمْر، وطعامُهم الميتة، وشرابهم الخمَر، ومعبودهم النَّار، ووليُّهم الشيطان، فهم أخبثُ بني آدم نِحْلةً، وأرداهم مذهبًا، وأسْوَؤهُم اعتقادًا.
وأما زنادقة الصَّابئَةِ ومَلَاحِدَةُ الفلاسفة؛ فلا يؤمنون بالله ولا ملائكته ولا كتبه ولا رسله ولَا لقائه، ولا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، وليس للعالَم عندهم ربٌّ فَعَّال (¬٣) بالاختيار لما يريد قادرٌ على كلِّ شيء، عالمٌ بكلِّ شيء، آمرٌ ناهٍ، مُرْسِلُ الرُّسل، ومنزل الكتب، ومثيب المحسن، ومعاقب المسيء، وليس عند نظارهم إِلا تسعة أفلاك، وعشرة عقول، وأربعة أركان، وسلسلة ترتبت فيها الموجودات، هي بسلسلة المجانين أشْبَهُ منها بمجوزات العقول.
وبالجملة: فدينُ الحنيفيَّة -الذي لا دين لله غيره بين هذه الأديان الباطلة التي لا دين في الأرض غيرها- أخفى من السُّهَا (¬٤) تحت السَّحاب.
وقد نظر الله إلى أهل الأرض فَمَقَتَهُمْ عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب (¬٥) . فأطْلَعَ اللهُ شمسَ الرسالة في حَنَادِسِ (¬٦) تلك الظُّلَم
---------------
(¬١) في "ب، ص": "يستخرش".
(¬٢) في "ب، ج": "والعمات".
(¬٣) تصحفت في "غ" إلى: "فقال".
(¬٤) كوكب صغير خفي الضوء، يمتحن به الناس أبصارهم.
(¬٥) جزء من حديث أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها برقم (٢٨٦٥): ٤/ ٢١٩٧ - ٢١٩٨.
(¬٦) تحندسَ الليلُ: أظلم. والحِنْدسِ: الليلِ الشديد الظلمة. والحنادس تطلق على =

الصفحة 17