كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

أوَّلَ ما تدعوهم إليه شهادةُ أن لا إله إلا الله" وذكر الحديث (¬١) . ثم دخلوا في الإسلام من غير رغبة ولا رهبة.
وكذلك مَنْ أسلم من يهود المدينة، وهم جماعة كثيرون غير عبد الله (بن سلام) (¬٢) مذكورون في كتب السِّيَر والمغازي؛ لم يُسْلِموا رغبةً في الدنيا، ولا رهبةً من السيف، بل أسلموا في حال حاجة المسلمين وكثرة أعدائهم ومحاربة أهل الأرض لهم من غير سَوْطٍ ولا نَوْطٍ (¬٣) ؛ بل تحملوا معاداة أقربائهم وحرمانهم نفعهم بالمال والبدن مع ضعف (¬٤) شوكة المسلمين وقلة (¬٥) ذات أيديهم، فكان أحدهم يعادي أباه وأمه وأهل بيته وعشيرته، ويخرج من الدنيا رغبة في الإسلام (¬٦) لا لرياسة ولا مال، بل ينخلع من الرياسة والمال ويتحمل أذى الكفار؛ مِنْ ضربهم وشتمهم وصنوف أذاهم، ولا يصرفه ذلك عن دينه.
فإنْ كان كثير من الأحبار والرُّهْبَان والقِسِّيسِينَ ومَنْ ذكره هذا السائل قد اختاروا الكفر = فقد أسلم جمهور أهل الأَرض من فِرَقِ الكفَّار ولم يَبْقَ إلا الأقلُّ بالنسبة إلى من أسلم.
---------------
(¬١) قطعة من حديث أخرجه البخاري في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن: (٨/ ٦٤)، ومسلم في الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين برقم (١٠٩): (١/ ٤٣٩).
(¬٢) ساقط من "غ".
(¬٣) من غير ضربٍ لهم ولا تعليق.
(¬٤) ساقط من "ب، غ".
(¬٥) في "ج": "مع قلة".
(¬٦) في "ب، ج": "دين الإسلام".

الصفحة 31