كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
بعضًا. ونحن نذكر بعض مجامعهم بعد هذين المجمعين.
فكان لهم مجمع ثالث بعد ثمان وخمسين سنةً من المجمع الأول بنيقية، فاجتمع الوزراء والقُوَّاد إلى الملك، وقالوا: إن مقالة الناس قد فسدت وغلبت عليهم مقالة أريوس ومكدونيس، فَاكْتُبْ (¬١) إلى جميع الأساقفة والبتاركة أن يجتمعوا ويوضِّحوا دين النصرانية. فكتب الملك (¬٢) إلى سائر بلاده، فاجتمع في قسطنطينية مائة وخمسون أُسْقُفًّا، فنظروا وبحثوا في مقالة أريوس فوجدوها: أن روح القدس مخلوق
ومصنوع ليس بإله (¬٣) .
فقال بترك الإسكندرية: ليس روح القدس عندنا غير روح الله، وليس روح الله غير حياته، فإذا قلنا: إن روح الله مخلوق، فقد قلنا: إن حياته مخلوقة. وإذا قلنا: إن حياته مخلوقة، فقد جعلناه غير حيٍّ، وذلك كفرٌ به فَلَعَنُوا جميعُهم مَن يقولُ بهذه المقالة، ولَعَنُوا جماعةً (¬٤) من أساقفتهم وبتاركتهم كانوا يقولون (¬٥) بمقالاتٍ أُخَر لم يرتضوها، وبَيَّنوا أنَّ روح القدس خالق غير مخلوق، إلهٌ حقّ (من إلهٍ حقٍّ) (¬٦) من طبيعة الأب والابن، جوهر واحد وطبيعة واحدة. وزادوا في الأمانة التي وضعتها الثلاثمائة والثمانية عشر (¬٧) : ونؤمن بروح القدس
---------------
(¬١) في "ج، ص": "فكتب".
(¬٢) ساقطة من "غ، ص".
(¬٣) انظر: "الجواب الصحيح": (٤/ ٢٣٨ - ٢٣٩).
(¬٤) في "ص": "جميعًا".
(¬٥) ساقطة من "ب".
(¬٦) ساقط من "غ، ص".
(¬٧) في "ج": "والثمانية وأربعون".