كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وقد أطبقوا على لعن نسطورس وأشياعه ومن قال بمقالته (¬١).
فصل
ثم كان لهم -بعد هذا المجمع (¬٢) - مجمعٌ خامس، وذلك أنه كان بالقسطنطينية طبيب راهب يقال له أوطيسوس يقول: إنَّ جسد المسيح ليس هو مع أجسادنا بالطبيعة. وإنَّ المسيح قبل التجسد من طبيعتين، وبعد التجسد طبيعة واحدة. وهو أول من أحدث هذه المقالة، (وهي مقالة) (¬٣) اليعقوبية. فرحل إليه بعض الأساقفة فناظره وقَطَعَه ودَحَضَ حُجَّتَه، ثم صار إلى قسطنطينية فأخبر بَتْرَكَهَا بالمناظرة وبانقطاعه، فأرسل بتركُ القسطنطينيةِ إليه فاستحضره، وجمع جمعًا عظيمًا وناظره.
فقال أوطيسوس: إنْ قلنا: إنَّ للمسيح طبيعتين فقد قلنا بقول نسطورس، ولكنا نقول: إن المسيح طبيعة واحدة وأُقْنُوم واحد، لأنه (من طبيعتين كانتا قبل التجسُّد، فلما قَبِل التجسُّد زالت عنه وصار) (¬٤) طبيعةً واحدة وأُقنومًا واحدًا.
فقال له بترك القسطنطينية: إنْ كان المسيح طبيعةً واحدةً، فالطبيعة القديمة هي الطبيعة المُحْدَثَةُ، وإن كان القديم هو المحدَثُ (فالذي لم يزل هو الذي لم يكن، ولو جاز أن يكون القديم هو المحدَث) (¬٥) لكان
---------------
(¬١) انظر: "الجواب الصحيح": (٤/ ٢٤٦ - ٢٤٩). "تاريخ ابن البطريق": (١/ ١٥٨).
(¬٢) ساقطة من "غ".
(¬٣) ساقطة من "ب، ج".
(¬٤) ساقط من "د".
(¬٥) ما بين القوسين ساقط من "د" لانتقال نظر الناسخ فيما يبدو.

الصفحة 413