كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

والسقايةِ والنبوَّةِ فماذا يكون لسائر قريش (¬١) ؟!.
وأما اليهود؛ فقد كان علماؤهم يعرفونه (¬٢) كما يعرفون أبناءهم، قال ابن إسحاق (¬٣) حدَّثني عاصمُ بنُ عُمَرَ بنِ قتادةَ عن شيخٍ من بني قُرَيْظَةَ. قال: هل تدري عمَّ كان إسلام أسدٍ وثعلبةَ ابْنَي سَعْيَةَ، وأسد بن عُبَيْد؟ -لم يكونوا من بني قُريظةَ ولا النَّضير، كانوا فوق ذلك-، فقلت: لا. قال: فإنه قدم علينا رجل من الشام من اليهود يقال له ابن الهَيَّبَان فأقام عندنا. والله ما رأينا (رجلًا يصلي) (¬٤) خيرًا منه، فقدم علينا قبل مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، فكنا إذا قَحِطْنَا وقلَّ علينا المَطَرُ نقول: يا ابن الهَيَّبان اخْرُجْ فاسْتَسْقِ لنا، فيقول: لا والله حتى تُقَدِّموا أمام مَخْرَجِكم صدقةً، فنقول: كم؟ فيقول: صاعًا من تمر، أو مُدَّيْن من شعير. فنخرجُه، ثم يخرج إلى ظاهر حَرَّتِنا ونحن معه نستسقي. فوالله ما يقوم من مجلسه حتى يمرّ السحابُ ونُسْقى، قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة.
فحَضرَتْهُ الوفاة واجتمَعْنَا إليه، فقال: يا معشرَ يهود! أترون ما أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟
---------------
(¬١) انظر: "تفسير الطبري": (١١/ ٣٣٣) "تفسير البغوي": (٢/ ١٨ - ١٩)، "أسباب النزول" للواحدي، ص (٢٤٩)، "السيرة النبوية" لابن هشام: (١/ ٣١٦).
(¬٢) في "غ": "يعرفوننا".
(¬٣) "السيرة النبوية": (١/ ٢١٣)، وانظر: "الطبقات الكبرى": (١/ ١٦٠)، "دلائل النبوة" لأبي نعيم: (١/ ١٨١).
(¬٤) في "السيرة": "رجلًا قط لا يصلي الخمس"، وفي "ب، ج": "رجلًا قط يصلي الخمس".

الصفحة 42