كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

قالوا: أنت أعلم! قال: فإني إنما خرجت أتوقَّعُ خروجَ نبيٍّ قد أظل زمانُه، هذه البلاد مُهَاجَرهُ. فاتَّبعُوه ولا يسبقنَّ إليه غيرُكم إذا خرج يا معشر اليهود؛ فإنه يبعث بسَفكَ الدِّماء وسَبْي الذَّرَارِي والنساء مِمَّنْ يخالفه فلا يمنعكم ذلك منه، ثم مات.
فلما كانت الليلة التي فُتِحَتْ فيها قريظةُ، قال أولئك الثلاثةُ الفِتْيَةُ -وكانوا شبانًا أحداثًا-: يا معشر اليهود، واللهِ إنَّه للذي ذكر لكم ابنُ الهَيَّبَان، فقالوا: ما هو به. قالوا: بلى والله، إنه لصفته (¬١) ، ثم نزلوا وأسلموا وخلَّوا (¬٢) أموالهم وأهليهم (¬٣) .
قال ابن إسحاق: وكانت أموالهم في الحصن مع المشركين، فلما فُتِحَ رُدَّتْ عليهم (¬٤) .
وقال ابن إسحاق: حدَّثني صالحُ بنُ إبراهيم بنِ عبد الرحمن بنِ عَوْفٍ عن محمودِ بنِ لَبيْد (¬٥) ، قال كان بين أبياتنا (¬٦) يهوديٌّ، فخرج على نادي قومه بني عبد الأَشْهَل ذات غداةٍ، فذَكَرَ البعثَ والقيامةَ والجنَّةَ والنَّار والحسابَ والميزان، فقالَ ذلكَ لأصحاب وثنٍ، لا يَرَوْنَ أنَّ بعثًا كائنٌ (¬٧) بعد الموت؛ وذلك قُبَيْلَ مبعث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
---------------
(¬١) في السيرة: "لهو بصفته".
(¬٢) في السيرة: "أحرزوا".
(¬٣) أخرجه ابن إسحاق في "السيرة": (١/ ٢١٣).
(¬٤) المصدر نفسه.
(¬٥) في السيرة: "عن محمود بن لبيد عن سلمة بن وقش قال ... ".
(¬٦) في "ب، ج، غ": "أبنائنا".
(¬٧) في "غ": "كائنًا".

الصفحة 43