كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وكَفَرُوا به. ففينا وفيهم أنزل الله -عزّ وجلّ-: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: ٨٩] (¬١) .
وذكر الحاكم وغيره عن ابن أبي نَجيْح عن عليٍّ الأزْدِيّ، قال: كانت اليهود تقول: اللهمَّ ابعثْ لنا هذا النبيَّ يَحكم بيننا وبين الناس (¬٢) .
وقال سعيد بن جبير عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما-: كانت يهود خَيْبَرَ تقاتل غَطَفَانَ، فكلما (¬٣) التَقَوا هزمت يهود خيبر، فعاذت اليهود بهذا الدعاء، فقالت: اللهمَّ إئَا نسألك بحقِّ محمدٍ النبيِّ الأمِّيِّ الذي وَعَدْتنَا أنْ تُخْرِجَه لنا في آخِر الزمان إلَّا نَصَرْتنَا عليهم. قال: فكانوا إذا التَقَوا دَعَوا بهذا الدعاء، فهزَموا غَطَفَانَ، فلما بُعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كفروا به (¬٤) ، فأنزل اللهُ -عزّ وجلّ-:
{وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: ٨٩]. يعني بك يا محمد {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.
"يَسْتَفْتِحُوْنَ" أي: يستنصرون.
وذكر الحاكم وغيره: أنَّ بني النَّضِيْر لما أُجْلُوا من المدينة، أقبل
---------------
(¬١) أخرجه ابن إسحاق. انظر "السيرة النبوية": (١/ ٢١٤).
(¬٢) انظر: "المستدرك" للحاكم: (٢/ ٢٦٢).
(¬٣) في "ص": "فلما".
(¬٤) أخرجه الحاكم في "المستدرك": (٢/ ٢٦٣) والبيهقي في "الدلائل": (٢/ ٧٦). وقال الحاكم: هو غريب. وقال الذهبي: في السند عبد الملك بن هارون، وهو متروك هالك.

الصفحة 45