كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وبينه وبين الأوثان (¬١) .
أو دينٍ أُسِّس بنيانُه على عبادة الصُّلْبان والصُّوَر المدهونة في الشُقُوفِ والحيطان، وأنَّ ربَّ العالمين (¬٢) نزل عن كرسى عظمته فالتَحَمَ بِبَطْنِ أنثى، وأقام هناك مدةً من الزمان، بين دم الطَّمْث في ظلمات الأحشاء تحت ملتقى الأعكان (¬٣) ، ثم خرج صَبيًّا رضيعًا، يشبُّ شيئًا فشيئًا، ويبكي ويأكل ويشرب، ويبول وينام، ويَتقلَّب مع الصبيان، ثم أُوْدع في المكتب بين صبيان اليهود يتعلَّم ما ينبغي للإِنسان.
هذا؛ وقد قُطِعَتْ منه القُلْفَةُ حين الختان، ثم جعل اليهودُ يطردونه ويشرِّدونه (¬٤) من مكانٍ إلى مكان، ثم قبضوا عليه وأحَلُّوه أصناف الذلِّ والهَوَان، فعقدوا على رأسه من الشوك تاجًا من أقبح التيجان، وأركبوه قصبةً ليس لها لِجَامٌ ولا عِنَانٌ، ثم ساقوه إلى خشبة الصَّلْب مصفوعًا مبصوقًا في وجهه، وهم خَلْفَه وأمامَه وعن شمائله وعن الأيمان، ثم أركبوه ذلك المركب الذي تقشعرُّ منه القلوب مع الأبدان، ثم شُدَّت بالحبال يَداهُ والرِّجْلان (¬٥) ، ثم خالطها (¬٦) تلك المسامير التي تكسر
---------------
(¬١) في "ب": "الأديان".
(¬٢) في "غ": "وأن ربك رب .. ". وفي "ج، ب" زيادة: "جل جلاله وتنزهت صفاته عما قيل وما يقال من جميع الشهادات".
(¬٣) الأعْكان جمع عكنة، وتجمع أيضًا على "عُكَن". والعكنة: الطيُّ في البطن من السِّمَن.
(¬٤) في "غ": "يشددونه".
(¬٥) في "ب، ج، ص": "مع الرجلان". وفي "غ": "مع الرجال".
(¬٦) في "ب، ج، ص": "خالطهما".

الصفحة 5