كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

يعرف مِنْ حَقِّنا ما كان النجاشيُّ يعرف منه.
قالت: فسار النَّجاشيُّ -وبينهما عرضُ النِّيل- فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ رجلٌ يخرج حتى يحضر وقعةَ القوم حتى يأتيَنَا بالخبر؟
قالت: فقال الزُّبير: أنا -وكان من أحدث القوم سنًّا- قالت: فنفخوا له قِرْبَةً فجعلها في صدره، ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النِّيْل التي بها مُلْتَقَى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم.
قالت: ودعونا الله للنَّجاشيِّ بالظهور على عدوِّه والتمكين له في بلاده. فاستوسق (¬١) له أمر الحبشة (¬٢) ، فكنَّا عنده في خير منزلٍ حتى قَدِمْنَا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬٣) .
فلما كان شهر ربيع الأول سنةَ سبع من الهجرة كتب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النَّجاشيِّ كتابًا يدعوه فيه إلى الإسلام، وبعثَ به مع عمرو بنِ أميَّةَ الضَّمْريِّ (¬٤) ، فلما قُرئ عليه الكتاب أسلم، وقال: لو قدرت علي أنْ آتيَهُ لأتَيْتُه. وكتب إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يزوِّجه أمَّ حَبيْبةَ بنتَ أبي سفيان ففعل وأصدقَ عنه أربعمائة دينار، وكان الذي تولَّىَ التزويج خالدُ بنُ
---------------
(¬١) أي اجتمع له الأمر في حكم الحبشة، وفي "ب": "فاستوثق"، وهو كذلك في "السيرة" لابن هشام.
(¬٢) في "ب، غ": "النجاشي بالحبشة".
(¬٣) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام: (١/ ٣٣٤ - ٣٣٨)، "السيرة لابن إسحاق" تحقيق محمد حميد الله، ص (١٩٤ - ١٩٧)، "المسند": (١/ ٢٠١ - ٢٠٣)، "دلائل النبوة" للبيهقي: (١/ ٣٠١) "مجمع الزوائد": (٦/ ٢٧).
(¬٤) في "غ": "الضميري".

الصفحة 62