كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
خرج بأرض العرب (¬١) ، فأنا أُومِنُ به وأصدِّقُه، وأنا أخاف (¬٢) من الحارث بن أبي شمر أنْ يقتلني.
وقال شُجَاعٌ: فكان هذا الحاجب يُكْرِمُني ويُحْسِنُ ضيافتي، ويُخْبِرُني عن الحارث باليأس منه، ويقول: هو يخاف قيصر، قال: فخرج الحارث يومًا وجلس، فوضع التَّاج على رأسه، فأذِنَ لي عليه، فدفعتُ إليه كتاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأه، وقال: مَنْ يَنْتَزِعُ منِّي مُلْكِي؟! أنا سائرٌ إليه ولو كان باليمين جئتُه، عليَّ بالناس! فلم يزل جالسًا يعرض حتى الليل، وأمر بالخيل (أن تُنْعَلَ) (¬٣) ، ثم قال: أخْبِرْ صاحبك ما ترى.
وكتب إلى قيصر يخبره خَبَري فصادفَ قيصر بإيليا، وعنده دِحْيَةُ الكَلْبيُّ، قد بعثه إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قرأ قيصر كتابَ الحارثِ، كتب إليه أَنْ لا تَسِرْ (¬٤) إليه، وتَلَهَّ عنه، ووَافِني (¬٥) بإيلياء.
قال: ورجع الكتاب وأنا مقيمٌ، فدعاني، وقال: متى تريدُ أن تخرجَ إلى صاحبكَ؟ قلت: غدًا، (فأمر لي) (¬٦) بمائةِ مثقالٍ ذهبًا، ووصلني مُري بنفقةَ وكسوة، وقال: اقرأْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِنّي السلامَ وأخْبِرْه أنّي مُتَّبِعٌ دِيْنَهُ.
---------------
(¬١) في "ج": "القرظي"، وفي "غ": "غيرها".
(¬٢) في "ج": "خايف".
(¬٣) في "ج": "بأن تحدّ".
(¬٤) في "ج": "تشر".
(¬٥) في "ج": "ووافاني". و"إيلياء" -بالمد والتخفيف- هي مدينة بيت المقدس، وقد تشدَّد الثانية وتُقْصر الكلمة. وهو معرَّب. انظر: "النهاية" لابن الأثير: (١/ ٨٥).
(¬٦) في "ج": "فأمرني".