كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: المقدمة)

وقال عليه الصلاة والسلام: "فُضِّلت على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرُّعب، وحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون" (¬١) .
خاتم النبيين:
ومن ثم كان محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين، وكانت رسالته خاتمة الرسالات: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب/ ٤٠].
ويصور الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ختم رسالته للرسالات السابقة، وكيف أتمَّ البناء الذي تعاقبت عليه رسل الله الكرام، فيقول: "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بني بيتًا، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية [من زواياه] فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلَّا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" (¬٢) .
ودعوته ناسخة للرسالات السابقة:
وإذا كان محمد - صلى الله عليه وسلم - قد أرسل من عند الله تعالى بدين بلغ ذروة الكمال الذي لا كمال بعده، وتوجه الخطاب فيه للعالمين كافة، وختم
_________
= المساجد وفي رواية أخرى بلفظ "وأُرسلت إلى الخلق كافة".
(¬١) أخرجه مسلم (١/ ٣٧١) في المساجد.
(¬٢) أخرجه البخاري (٦/ ٥٥٨) في المناقب، ومسلم (٤/ ١٧٩٠) في الفضائل. ولأبي الأعلى المودودي كتاب ختم النبوة في ضوء الكتاب والسنة، وللندوي: النبي الخاتم.

الصفحة 31