كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: المقدمة)

مسلمين أن يؤمنوا بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ورسالته، فإن لم يفعلوا فما هم بمؤمنين ولا مسلمين، وذلك أنهم أنكروا نبوة رسول من عند الله تعالى ورفضوا الإيمان برسالة أنزلها الله تعالى.
الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - شرط للإيمان بنبوة الأنبياء جميعًا:
فالإيمان بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - شرط للإيمان بنبوة الأنبياء جميعًا عليهم السلام، إذ لا يمكن الإيمان بنبي من الأنبياء أصلًا مع جحود نبوة محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن جحد نبوته فهو لنبوة غيره من الأنبياء أشد جحدًا.
وهذا يتبين بوجوه:
الوجه الأول: أن الأنبياء المتقدمين بشَّروا بنبوته، وأمروا أممهم بالإيمان به، فمن جحد نبوته فقد كذّب الأنبياء قبله فيما أخبروا به، وخالفهم فيما أمروا وأوصوا به من الإيمان به. والتصديق به لازم من لوازم التصديق بهم، وإذا انتفى اللازم انتفى ملزومه قطعًا، وبيان الملازمة هي الوجوه الكثيرة التي تلي هذا مباشرة، وهي تفيد بمجموعها القطع على أنه - صلى الله عليه وسلم - قد ذكر في الكتب الإلهية على ألسن الأنبياء.
الوجه الثاني: أن دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - هي دعوة جميع المرسلين قبله، من أولهم إلى آخرهم، فالمكذب بدعوته مكذبٌ بدعوة إخوانه كلهم، وهذا التكذيب كفر، فوجب الإيمان بدعوته عليه السلام واتباعه.
الوجه الثالث: أن الآيات والبراهين التي دلت على صحة نبوته وصدقه -عليه الصلاة والسلام- أضعاف أضعاف آيات من قبله من الرسل (¬١) ، فليس لنبي من الأنبياء آية توجب الإيمان به إلا ولمحمد - صلى الله عليه وسلم -
_________
(¬١) اقرأ في دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام: الجزء الرابع من الجواب الصحيح =

الصفحة 39