كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: المقدمة)

أن عيسى عليه السلام ليس خاتم الأنبياء، ثم إنهم يعترفون بنبوة الحواريين وبولس! بل بنبوة غيرهم أيضًا، فكيف يكون عيسى خاتم الأنبياء -بزعمهم- (¬١) .
٤ - الأخبار والبشارات التي نقلها المسيحيون في حق عيسى عليه السلام لا تصدق عليه، بناء على تفاسير اليهود وتأويلاتهم لها, ولذلك فهم ينكرونه أشد الإنكار. وعلماء المسيحية لا يلتفتون إلى تفسيرات اليهود في هذا الشأن وتأويلاتهم، ويفسرونها بحيث تصدق على عيسى عليه السلام. ولئن كانت هذه التأويلات بنظر المسيحيين غير صحيحة وغير لائقة، كذلك تأويلات المسيحيين في الإخبارات التي هي في حق محمد - صلى الله عليه وسلم - مردودة غير مقبولة، وسيظهر أن الإخبارات أو البشارات التي ستأتي في حق محمد - صلى الله عليه وسلم - أظهر صدقًا من تلك التي نقلها الإنجيليون في حق عيسى عليه السلام (¬٢) .
ومن هنا قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- فالمسلمون يؤمنون بالمسيح الصادق الذي جاء من عند الله بالهدى ودين الحق، الذي هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول. والنصارى إنما تؤمن بمسيح دعا إلى عبادة نفسه وأمه، وأنه ثالث ثلاثة، وأنه الله وابن الله، وهذا هو أخو المسيح الكذاب، لو كان له وجود. فإن المسيح الكذاب يزعم أنه الله. والنصارى -في الحقيقة- أتباع هذا المسيح، كما أن اليهود ربما ينتظرون خروجه، وهم يزعمون أنهم ينتظرون النبي الذي
_________
(¬١) راجع: إظهار الحق للشيخ رحمة الله ٥٠٥ - ٥٠٧.
(¬٢) إظهار الحق للشيخ رحمة الله ٥٠٧ - ٥٠٨.

الصفحة 48