كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: المقدمة)

الأولى صفة أخرى وهو أنه جاء مهيمنًا على كتبها وشريعتها -وقد سبق ذلك آنفًا- أي حارسًا وأمينًا عليها، ومن شأنه ألا يكتفي بتأييد ما فيها من حق وخير، بل عليه، فوق ذلك، أن يحميها من الدخيل الذي عساه أن يضاف إليها بغير حق، وأن يبرز ما تمس إليه من الحقائق التي عساها أن تكون قد أخفيت منها.
وهكذا كان من مهمة القرآن الكريم أن يتحدى من يدّعي وجود تلك الإضافات التي اخترعوها في تلك الكتب: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران/ ٩٣].
وبالتالي فالإسلام لا يعترف بدعوة ترفع عيسى عليه السلام إلى مرتبة الألوهية وتنحرف عن التوحيد الخالص لتعتنق التثليث وتؤمن بالخطيئة والكفارة والصلب ... متأثرة بالوثنية التي كانت سائدة وقت نشر النصرانية في الدولة الرومانية (¬١) ، ثم هي تنكر نبوة نبي بعثه الله تعالى
_________
(¬١) لبيان مدى تأثر النصرانية بالإفكار الوثنية وكيفية تسرب هذه الأفكار إليها وانحراف النصارى عن أصل عقيدة التوحيد راجع بالتفصيل: "الأصول الوثنية للمسيحية" تأليف أندريه نايتون، ترجمة سميرة الزين، ص (١٧) وما بعدها، "العقائد الوثنية في الديانة النصرانية" تأليف محمد طاهر التنير، ص (٣٥) وما بعدها، "العلمانية" للشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي ٢٧ - ١٢٣، "المسيحية: نشأتها وتطورها" لشارل جنيبر ترجمة د. عبد الحليم محمود ص ١٠١ وما بعدها، "حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر" للمهندس أحمد أحمد عبد الوهاب، ص ٤١ وما بعدها. وهو كتاب حافل بالنصوص والوثائق من مراجع غربية نصرانية، "محاضرات في النصرانية" للشيخ محمد أبي زهرة ٢٩ وما بعدها. "مقارنة الأديان: المسيحية" للدكتور أحمد شلبي ٩٠ - ١٦٠، "ماذا =

الصفحة 53