كتاب الحدائق في المطالب العالية الفلسفية العويصة

الْوُجُود فَيبْدَأ بالصعود مِنْهَا نَحْو المبدأ الْأَعْلَى فَيكون إِلَى الصُّورَة أول صُعُوده ثمَّ إِلَى النَّفس ثمَّ إِلَى الْعقل الفعال ثمَّ إِلَى الثواني التِّسْعَة ثمَّ إِلَى البارئ تَعَالَى غير أَنه اذا وصل إِلَى مرتبَة الْعقل الفعال وقف لِأَن قوته الناطقة مِنْهُ بدأت وَإِلَيْهِ تعود وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى معرفَة مَا فَوق الْعقل لتكمل ذَاته وجوهره لَا لتكمل دَائِرَة علمه وَنَظره
وَنحن نكمل هَذَا الْبَاب بِأَن ندير دَائِرَة نمثل بهَا مَا ذَكرْنَاهُ ونقسمها تِسْعَة أَقسَام على مَرَاتِب الْآحَاد التِّسْعَة ونجعل مبدأها الْعقل الفعال ونتلوه بِمَا يتَّصل بمرتبته فِي الْوُجُود ثمَّ مَا يَلِي منحدرا أَو صاعدا حَتَّى يَنْعَطِف آخر الموجودات عَلَيْهِ
وَلَا نذْكر فِي هَذِه الدائرة أَشْيَاء مِمَّا فَوق الْعقل الفعال لنبين لمن رَآهَا أَن الْإِنْسَان مرجعه إِلَى الْعقل الفعال

الصفحة 66