كتاب الحب في الله

حالهم وهو ألا تغضب مهما حصل، فإن غضبت فأنت سيء الخلق، اللهم إلا إذا كان غضبك من أجل دنياك فاغضب وأقم الدنيا وأقعدها، أما إذا كان لله فيا ويلك من كل لقب شنيع.
وحسن الخلق مطلوب شرعاً وعرفاً، ومن توفيق الله للعبد أن يكون حسن الخلق، لكن الشأن بمعنى هذه الصفة، هل معناها ألا تغضب ولا تبغض فيه ولا تمعر؛ إذ انتهكت محارم الله بدعوى أنك حسن الخلق. هذا مفهوم سيء، ويلزم منه أن من غضب لله وأبغض فيه وتمعر وجهه إذا انتهكت محارم الله أنه سيء الخلق، وهذا يأتي على أنبياء الله ورسله وأوليائه؛ لأن سِيْرهم وأحوالهم في بغضهم في الله وغضبهم إذا انتهكت محارمه معرفوة.
وقد قال الأوزاعي رحمه الله: «عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن

الصفحة 23