كتاب الحب في الله

زخرفوا لك القول» (¬1).
والحقيقة أن حسن الخلق هو فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي له الكمال من هذه الصفة، ومع هذا لا يقوم لغضبه شيء إذا انتهكت محارم الله، ويتغير وجهه للأمر المنكر، ويبغض في الله ويهجر في الله مع أنه لا ينتصف لحق نفسه.
والذي ذكره أهل العلم من أن الشخص الواحد يجتمع فيه موجب الحب والبغض، فيكون فيه طاعة ومعصية وسنة وبدعة وبر وفجور، فيَحب من وجه ويبغَض من وجه، قالوا هذا بياناً لمذهب أهل السنة للتفريق بينهم وبين الخوارج الذين لا يجعلون الشخص الواحد إلا موجباً للذم والبغض الذي يترتب عليه العقاب، أو موجبا للمحبة والثناء الذي يترتب
¬__________
(¬1) جامع بيان العلم وفضله.

الصفحة 24