كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 1)

يفضل عليهم كان «ملك» وإذا كان مع غير الناس كان «مالك».
قال: وقال من احتجّ لمالك، وكره «ملك»: إن أول من قرأ «ملك» مروان بن الحكم «1» وإنه قد يدخل في الملك ما لا يجوز، ولا يصح دخوله في الملك، قالوا: وذلك أنه صحيح في الكلام أن يقال: فلان مالك الدراهم والطير، وغير صحيح أن يقال: فلان ملك الدراهم والدنانير. قالوا: فالوصف بالملك أعم من الوصف بالملك، والله سبحانه «2» مالك كل شيء قالوا: والمعنى: أنه يملك الحكم يوم الدين بين خلقه دون سائر الخلق الذين كانوا يحكمون بينهم في الدنيا. قالوا: وقد وصف الله سبحانه «3» نفسه بأنّه مالك الملك، فقال تعالى «4»: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ [آل عمران/ 26]، ولا يقال: هو ملك الملك، قالوا: فوصفه بالملك. أبلغ في الثناء وأعمّ في المدح من وصفه بالملك. وقرأها (مالِكِ) من متقدمي القرّاء قتادة «5» والأعمش «6».
__________
(1) سيأتي رد الفارسي على ذلك قريبا ص 15 - 16.
(2) سقطت كلمة. سبحانه من (ط).
(3) في (ط): عز وجلّ.
(4) سقطت كلمة تعالى من (ط).
(5) هو قتادة بن دعامة السدوسي (60 - 117 هـ)، أبو الخطاب الأعمى البصري المفسر، أحد الأئمة في حروف القرآن، وله اختيار، وكان يضرب بحفظه المثل، كما كان خبيرا بالنسب وأيام العرب والحديث والفقه. وكان يتكلم في القدر وفيه يقول أبو عمرو بن العلاء: لولا كلامه في القدر لما عدلت به أحدا من أهل دهره، انظر طبقات القرّاء 2/ 25 وابن خلكان 4/ 85.
(6) هو شيخ الإسلام سليمان بن مهران الأعمش (61 - 148 هـ)، أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي الإمام الجليل، كان من أقرأ الناس

الصفحة 12