كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 1)

سالم «1» عن أبيه قال:
مرّ عمر بن الخطاب على قوم يرمون رشقا «2» فقال: بئس ما رميتم.
قالوا: «3» يا أمير المؤمنين: إنا قوم متعلمين.
فقال: والله لذنبكم في لحنكم أشدّ علي من ذنبكم في رميكم،
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «رحم الله رجلا أصلح من لسانه». «4»
وقد أجروا أتقول مجرى أتظن، فقالوا: أتقول زيدا منطلقا؟ ولم يجر أكثر العرب حروف المضارعة الأخر «5» مجرى التاء. قال «6» لأنّ المخاطب لا يكاد يستفهم عن ظنّ غيره.
فمن ذلك قوله:
فما تقول بدالها «7» (ما) نصب لكونها في موضع المفعول الأول، والجملة في موضع المفعول الثاني.
__________
(1) هو سالم بن عبد الله بن عمر العدوى المدني الفقيه. روى عن أبيه وأبي هريرة وغيرهما. قال ابن اسحاق: أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه: مات سنة 106 على الأصح. الخلاصة/ 113.
(2) يرمون رشقا، أي: يرمون كلهم في جهة.
(3) في (ط): فقالوا.
(4) الحديث في كشف الخفاء 1/ 513 وفيض القدير 4/ 23 وكلاهما بسند ضعيف.
(5) في (ط): الأخرى.
(6) في (ط): قالوا.
(7) للأعشى، والبيت بتمامه:
رحلت سمية غدوة أجمالها ... غضبى عليك فما تقول بدا لها
انظر الديوان/ 27. وقد سبق في ص 72.

الصفحة 344