كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 1)

قال أبو بكر محمد بن السريّ: قال أبو عمرو «1» فيما أخذته عن اليزيديين «2»: إن «ملك» يجمع مالكا، أي: ملك ذلك اليوم بما فيه، و «مالك» إنما يكون للشيء وحده، تقول:
هو مالك ذاك «3» الشيء، وقال الله سبحانه «4»: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ [آل عمران/ 26] للشيء بعينه، فملك يجمع مالكا، ومالك لا يجمع ملكا. وقال الله سبحانه «5»: مَلِكِ النَّاسِ [الناس/ 2] والْمَلِكُ الْقُدُّوسُ [الحشر/ 23].
__________
(1) هو زبان بن العلاء بن عمار بن عبد الله المازني أحد القراء السبعة وأغزرهم علما، وكان إمام أهل العصر في القراءات والنحو واللغة، وأخذ عنه خلق كثير منهم اليزيدي وأبو عبيدة والأصمعي، وتوفي في المدة بين 148 و 157 هـ انظر ابن خلكان 3/ 466 وطبقات القراء 1/ 288، ونزهة الألباء ص 24.
(2) القائل: «فيما أخذته عن اليزيديين» هو أبو بكر محمد بن السري، واليزيديون نسبة إلى أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي: نحوي مقرئ ثقة علامة كبير في النحو والعربية والقراءة، والمراد أولاده وحفدته، وقد أخذوا عن أبيهم وجدهم علما كثيرا رواه عن أبي عمرو بن العلاء، فقد كان اليزيدي خير رواة قراءة أبي عمرو وعلمه، فقد أخذ القراءة عرضا عن أبي عمرو بن العلاء، وخلفه بالقيام بها وهو أضبط أصحاب أبي عمرو عنه قيل إنه أملى عشرة آلاف ورقة عن أبي عمرو خاصة. كما كان مؤدب أولاد يزيد بن منصور الحميري خال المهدي، وإليه ينتسب، ثم اتصل بالرشيد فأدب ولده المأمون. وكان له خمسة بنين كلهم ألف في اللغة والعربية، ولد في سنة 123 هـ وتوفي سنة 202 هـ في خراسان أو مرو، انظر ابن خلكان 6/ 183 وطبقات القراء 2/ 375. ومصادر ترجمته في نزهة الألباء ص 81 والأعلام 9/ 205.
(3) في (ط): هذا.
(4) في (ط): عز.
(5) في (ط): عز وجل.

الصفحة 9