كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 2)

وأما الشيطان فهو فيعال من شطن مثل البيطار، والغيداق «1».
وليس بفعلان من قوله «2»:
وقد يشيط على أرماحنا البطل ألا ترى أن سيبويه حكى: شيطنته فتشيطن، فلو كان من يشيط لكان شيطنته فعلنته، وفي أنّا لا نعلم هذا الوزن جاء «3» في كلامهم ما يدلك أنه: فيعلته، مثل بيطرته، ومثل هينم «4»، وفي قول أمية أيضا دلالة عليه، وهو قوله «5»:
أيّما شاطن عصاه عكاه ... ثم يلقى في السّجن والأكبال
فكما أنّ شاطن فاعل، والنون لام، كذلك شيطان فيعال.
ولا يكون فعلان من يشيط. فإن قلت: فقد أنشد الكسائيّ أو غيره «6»:
__________
(1) الغيداق: الغزير والجواد الكريم الواسع الخلق. اللسان (غدق).
(2) عجز بيت للأعشى، الديوان/ 63 وصدره:
قد نخضب العير في مكنون فائله والفائل: عرق يجري من الجوف إلى الفخذ، ومكنون الفائل هو الدم.
ويشيط: يهلك (اللسان/ شاط).
(3) سقطت من (ط).
(4) الهينمة: الكلام الخفي لا يفهم. اللسان (هنم).
(5) البيت لأمية بن أبي الصلت، ديوانه/ 445 - اللسان (شطن) .. وفي جمهرة اللغة، والصحاح، يروى: «ثم يلقى في السجن والأغلال».
(6) البيت للطفيل الغنوي- قاله في يوم محجر في غارة طيء.
والخذواء فرسه. وشيطان: هو شيطان بن الحكم بن جاهمة بن حراق.
انظر التاج واللسان- مادة/ خذا- وديوان الطفيل/ 49.

الصفحة 22