كتاب الحجة للقراء السبعة (اسم الجزء: 2)

وأما قول عدي:
أيها القلب تعلّل بددن ... إنّ همّي في سماع وأذن
«1» فالسماع مصدر يراد به المسموع نحو: الخلق والمخلوق، والصيد والمصيد، يدلّك على ذلك أنّه لا يخلو من أن يكون على ما ذكرنا، أو على أنّه السماع الذي هو الاستماع، فلا يستقيم هذا؛ لأنّ المعنى يكون: إنّ همي في سماع وسماع، وليس هكذا، ولكن إنّ همي في مسموع، أي في غناء واستماع له.
وأمّا قوله: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ [الأعراف/ 167] فقد قدّمنا ذكر ما قاله سيبويه «2»: من أنّ من العرب من يجعل أذّن وآذن
__________
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... وإن ذكرت .... البيت
والمصادر تروي البيت الشاهد ضمن ثلاثة أبيات لقعنب بن ضمرة بن أم صاحب وهي:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... عني وما سمعوا من صالح دفنوا
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
جهلا عليّ وجبنا عن عدوهم ... لبئست الخلتان الجهل والجبن
وأضاف ابن السيد في الاقتضاب ص 292 بيتين آخرين مع البيت الشاهد وهما:
ولن يراجع قلبي ودهم أبدا ... زكنت منهم على مثل الذي زكنوا
كل يداجي على البغضاء صاحبه ... ولن أعالنهم إلّا كما علنوا
وانظر أمالي القالي 1/ 121 والسمط ص 362 والحماسة بشرح المرزوقي 3/ 1450 والتبريزي 4/ 12 وشرح أبيات المغني للبغدادي 8/ 102.
(1) البيت في اللسان (أذن) وشرح أبيات المغني 8/ 103.
(2) سبق هذا قريبا.

الصفحة 410